اقوال الامام علي عليه السلام في الصديق



قال الامام علي عليه السلام: الصديق نسيب الروح، والأخ نسيب الجسم.
وقال عليه السلام: صديقك من نهاك، وعدوك من اغراك.
وقال عليه السلام: لا يكون الصديق صديقا حتى يحفظ اخاه في ثلاث: في نكبته، وغيبته، ووفاته.
وقال عليه السلام: اصحبوا من يذكر احسانكم اليه وينسى اياديه عندكم.
وقال عليه السلام: جزعك في مصيبة صديقك احسن من صبرك، وصبرك في مصيبتك احسن من جزعك.
وقال عليه السلام: اصدقاؤك ثلاثة، واعداؤك ثلاثة، فاصدقاؤك: صديقك، وصديق    صديقك، وعدو عدوك. واعداؤك: عدوك، وعدو صديقك، وصديق عدوك.
وقال عليه السلام: لا تتخذن عدو صديقك صديقا فتعادي صديقك.
وقال عليه السلام: اذا غشك صديقك فاجعله مع عدوك.
وقال عليه السلام: اعجز الناس من قصر في طلب الصديق، واعجز منه من وجده فضيعه                                                                                      

قصة كرامة ( أم البنين ) عليه السلام من قصص الصالحين لمرتضى الشيخ عبد الحميد المرهون

في ليلة الثلاثاء 17- 4- 1427 هـ الموافق 15-5-2006م حيث يقيم النساء حفل مائدة أم البنين أم العباس بن علي بن أبي طالب في بيت الحاج علي منصور أحمد العرقان (من أهالي أم الحمام القطيف) بحي النمر الشمالي بمدينة سيهات وهو حي يقطن فيه الكثير من أهالي أم الحمام أحد قرى القطيف المجاورة لمدينة سيهات أحد مدن محافظة القطيف التابعة لأمارة منطقة الدمام شرق المملكة العربية السعودية. وقد استحسن الحاضرات من النساء أن يوزعن مشروب الزعفران، فسارعت جارتهم أم فاضل عبد الله بن أحمد عبد الله البحراني (كريمة الحاج عبد الكريم بن سلمان الزاير) إلى بيتها تيمناً بأن تحضى بخدمة إحياء ذكرى آهل البيت عليهم لتعد هذا المشروب. فحين دخلت المطبخ أرادت أن تبعد مقلات مليئة بزيت يغلي بالبطاطس عن شعلة الفرن لتقوم بغلي ماء الزعفران. لكن لشدة حرارة المقلات أهتزت يدها فأنسكب الزيت وهو يغلي على يدها كاملة من أعلاها إلى أسفلها. وقد كان زوجها (أبو فاضل) يؤدي تمريناته في أحد الصالات الرياضية مع صاحبه الأستاذ محمد حسين الرضوان (مدرس في مدرسة جعفر الطيار بأم الحمام وهو راوي القصة) فبعد الفراغ من التمرينات ذهبا لصندوق الأمانات لأخذ حاجياتهم الشخصية إذ يفاجأ أبو فاضل بأنه يوجد في تلفونه الجوال ثمان إلى عشر مكالمات هاتفيه من البيت لم يرد عليها، عندها سارع بالاتصال بالبيت ليخبروه الخبر بأنهم في حالة طوارئ، عندها عاد مسرعاً إلى البيت ورأى زوجته (أم فاضل) بتلك الحالة، فذهب بها مسرعاً إلى طوارئ مستوصف المدلوح بسيهات فأسرعوا بعمل اللازم لعلاجها وهي في حالة مزعجة من الألم. وفي هذه الأثناء وصل الخبر إلى النساء اللاتي كن يحيين الحفل فتوجهن جميعاً بالدعاء لها بالشفاء العاجل. وبما أن حروق الزيت تسطو على اللحم وتشوه الجلد طلب الطبيب المعالج أن يأتي بها زوجها غداً ليرى مدى أثر الحروق ومن أية درجة وأخبره أنها قد تحتاج إلى تحويل إلى مستشفى متخصص. فعاد بها زوجها إلى المنزل ونامت الحاجة (أم فاضل) ليلتها بكل ما فيها من الألم.
أما الكرامة والتي يرويها لنا الأخ سلمان عبد الكريم الزاير عن لسان شقيقته أم فاضل، أنها لما نامت رأت في عالم الرؤيا كأنها تعود ثانية إلى المجلس المقام فيه حفل أم البنين.وكأنها ترى الحضور من النساء كما كن في اليقضة، وكانت ترى الأخوات الثلاث (الهاشميات) المتفق معهن قراءة وإحياء المجلس وهن لابسات ثياب سود لا يرى منهن شيئ وتطلب إحداهن منها أن ترفع إبريق العصير وتوزع المشروب على الحاضرات من النساء. فما كان من أم فاضل إلا أن أعتذرت للهاشمية بأنها لا تستطيع حمل مثل هذا الإبريق الكبير ويدها مصابه بالحروق، فقالت لها الهاشمية خذي من تلك النداوة والرطوبة التي فوق الإبريق وامسحي بها يدك المصابة وأنت تقولين ( أنخاك يا أم البنين ) وقومي بتوزيع المشروب على الحاضرات وأنت تقولين ( نخيتك يا أم البنين ). وبالفعل رأت كأنها تستجيب لتلك الأوامر فمسحت يدها برطوبة الماء المتكثف فوق الإبريق ليزول ما بها من أثار الحروق، ثم قامت بحمل ذلك الإبريق الكبير وكأنها لا تحمل شيء لخفة وزنه وتقوم بتوزيع المشروب على النساء مبتدئةً بالهاشميات الثلاث واللاتي قمن بذكر الصلوات على النبي وآله وكل ذلك في الرؤيا. وبقدرة قادر وهو الله جل شأنه الذي منَ على الصالحين من عباده بالكرامة، قد تحولت تلك الرؤيا إلى حقيقة ملموسة، ليتفاجأ بها الطبيب المعالج حين عاد بها زوجها ليلاً ليفتح اللفافة عن يدها المصابة فلا يجد لتلك الحروق ولا لتسلخات الجلد من أثر وكأن اليد لم تتعرض لانسكاب زيت يغلي عليها، فما كان من الطبيب الذي رأى كل تلك الجروح ليلة البارحة إلا أن قال بلهجته المصرية (ما ذا حصل هل هي معجزة). وما ذاك إلى ببركة أم البين التي ضجت وعجت لها أصوات النساء وفي محفل أقيم باسمها (مائدة أم البنين) بأن تكون وسيلتها إلى الله جل وعلا في شفائها ودفع المكروه عنها، حتى تقابلهم بهذه الكرامة ولا عجب لأولئك الأولياء الصلحين من الكرامات.

زوجة الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فاطمة بنت حزام - أم البنين - ( عليها السلام )

إن أم البنين ( عليها السلام ) غلبت كنيتها على اسمها لأمرين :
1 - أنها كُنِّيَت بـ ( أم البنين ) تشبهاً وتيمناً بجدتها ليلى بنت عمرو حيث كان لها خمسة أبناء .
2 - التماسها من أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أن يقتصر في ندائها على الكنية ، لئلا يتذكر الحسنانِ ( عليهما السلام ) أمَّهما فاطمة ( عليها السلام ) يوم كان يناديها في الدار .
وإن اسم أم البنين هو : فاطمة الكلابيّة من آل الوحيد ، وأهلُها هم من سادات العرب ، وأشرافهم وزعمائهم وأبطالِهم المشهورين ، وأبوها أبو المحل ، واسمُه : حزام بن خَالد بن ربيعة .
نشأتها :
نشأت أم البنين ( عليها السلام ) بين أبوينِ شريفين عُرِفا بالأدب والعقل ، وقد حَبَاهَا الله سبحانه وتعالى بجميل ألطافه ، إذ وهبها نفساً حرةً عفيفةً طاهرة ، وقلباً زكياً سليماً ، ورزقها الفطنة والعقل الرشيد .
فلما كبرت كانت مثالاً شريفاً بين النساء في الخُلق الفاضل الحميد ، فجمعت إلى النسب الرفيع حسباً منيفاً ، لذا وقع اختيار عقيل عليها لأن تكون قرينةَ أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
الاقتران المبارك :
أراد الإمام علي ( عليه السلام ) أن يتزوج من امرأة تنحدر عن آباء شجعان كرام ، يضربون في عروق النجابة والإباء ، ليكون له منها بنون ذوو خصالٍ طيّبة عالية ، ولهذا طلب أميرُ المؤمنين ( عليه السلام ) من أخيه عقيل - وكان نسابة عارفاً بأخبار العرب - أن يختار له امرأةً من ذوي البيوت والشجاعة ، فأجابه عقيل قائلاً :
(أخي ، أين أنت عن فاطمة بنت حزام الكلابية ، فإنه ليس في العرب أشجع من آبائها) .
ثم مضى عقيلُ إلى بيت حزام ضيفاً فأخبره أنه قادم عليه يخطب ابنتَه الحرة إلى سيد الأوصياء علي ( عليه السلام ) .
فلما سمع حزام ذلك هَشَّ وَبَشَّ ، وشعر بأن الشرف ألقى كلاكله عليه ، إذ يصاهر ابنَ عم المصطفى ( صلى الله عليه وآله ) ، ومَن ينكر علياً ( عليه السلام ) وفضائله ، وهو الذي طبق الآفاق بالمناقب الفريدة .
فذهب حزام إلى زوجته يشاورها في شأن الخِطبة ، فعاد وهو يبشر نفسه وعقيلاً وقد غمره السرور وخفت به البشارة .
وكان الزواج المبارك على مهرٍ سَنه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في زوجاته وابنته فاطمة ( عليها السلام ) ، وهو خمس مئة درهم .
مجمع المكارم :
أم البنين ( عليها السلام ) من النساءِ الفاضلاتِ ، العارفات بحق أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وكانت فصيحة ، بليغةً ، ورعة ، ذات زهدٍ وتقىً وعبادة ، ولجلالتها زارتها زينبُ الكبرى ( عليها السلام ) بعد منصرفها مِن واقعة الطف ، كما كانت تزورها أيام العيد.
فقد تميزت هذه المرأة الطاهرة بخصائصها الأخلاقية ، وإن مِن صفاتها الظاهرة المعروفة فيها هو : ( الوفاء ) .
فعاشت مع أميرِ المؤمنين ( عليه السلام ) في صفاءٍ وإخلاص ، وعاشتْ بعد شهادته
( عليه السلام ) مدّة طويلةً لم تتزوج من غيره ، إذ خطبها أبو الهياج بن أبي سفيان بن الحارث ، فامتنعت .
وقد روت حديثاً عن علي ( عليه السلام ) في أن أزواج النبي والوصي لا يتزوجن بعده.
وذكر بعض أصحاب السير أن شفقتها على أولاد الزهراء ( عليها السلام ) وعنايتها بهم كانت أكثر من شفقتها وعنايتها بأولادها الأربعة - العباس وأخوته - ( عليهم السلام ) ، بل هي التي دفعتهم لنصرة إمامهم وأخيهم أبي عبد الله الحسين ( عليه السلام ) ، والتضحية دونه والاستشهاد بين يديه .
وفاتها :
وبعد عمرٍ طاهر قضته أم البنين ( عليها السلام ) بين عبادةٍ لله جل وعلا وأحزانٍ طويلةٍ على فقد أولياء الله سبحانه ، وفجائع مذهلة بشهادة أربعة أولادٍ لها في ساعةٍ واحدة مع حبيب الله الحسين ( عليه السلام ) .
وكذلك بعد شهادة زوجها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في محرابه .
بعد ذلك كله وخدمتها لسيد الأوصياء ( عليه السلام ) وولديه الإمامين ( عليهما السلام ) سبطَي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سيدي شباب أهل الجنة ، وخدمتها لعقيلة بني هاشم زينب الكبرى ( عليها السلام ) أقبل الأجَلُ الذي لابُدَّ منه ، وحان موعدُ الحِمام النازل على ابن آدم .
فكانتْ وفاتُها المؤلمة في الثالث عشر مِن جمادى الآخرة سنة ( 64 هـ ) .
فسلامٌ على تلك المرأة النجيبة الطاهرة ، الوفيّة المخلصة ، التي واست الزهراء ( عليها السلام ) في فاجعتها بالحسين ( عليه السلام ) ، ونابت عنها في إقامة المآتم عليه ، فهنيئاً لها ولكل من اقتدت بها من المؤمنات الصالحات